في هذه الحلقة، ضيفتنا بيان كريم.
بودكاست عـ٤٨ـرب
وُلدت بيان في قرية مجد الكروم، لأب سائق باص، وأمّها ربّة منزل.
امتازت بيان بشقاوتها وكثرة مشاكلها، لُقّبت بـ"حسن صبي" للعبها الدائم ومرافقتها للأولاد.
أحبّت المدرسة لسبب، وتحدّي لعبها مع الصبيان وضربها لهم.
لم تُنهِ دراستها الثانويّة، تزوّجت وهي في السابعة عشرة بشابّ، وانتقلت إلى قرية دير الأسد.
أنجبت بيان ثلاثة أولاد، لكنّها لم تكن في البداية جاهزة للزواج والأمومة، علاقتها بزوجها لم تُعطِها الرضا والاكتفاء.
زواجها كان هروبًا من منزل والديها، ومن الصراع معهما؛ ظنًّا أنّها ستعيش حرّيّتها، لكنّها أدركت أنّها انتقلت من سجن إلى سجن آخر. بعد ستّ سنوات، انفصلت عن زوجها، وعادت إلى منزل والديها وحدها؛ أولادها ظلّوا مع أبيهم.
بدأت تعمل في مطبخ مصنع؛ لكي تصرف على نفسها وعلى أولادها الّذين كانوا برفقتها في نهايات الأسبوع.
بعد عامين من العمل في المطبخ، شعرت بيان بأنّ هذا العمل لا يليق بها، وأنّ طموحها افي أكبر كثيرًا. قرّرت أن تحصل على رخصة قيادة باص، لكنّ الجميع عارضها بادّعاء أنّ هذه المهنة لا تليق بامرأة، لكنّها تمرّدت على الجميع، وحصلت على رخصة قيادة باص. كان أوّل المهنّئين والدها.
بعد شهر، بدأت تعمل مع "شركة العفيفي للباصات"، في البداية كانت بيان خائفة جدًّا، ليس من قيادة الباص بل لأنّها لا تعرف المسارات والمحطّات، لكن سرعان ما تجاوزت الخوف، وخلال أشهر قليلة بدأت تقود الباص للخطوط الخارجيّة بين المدن.
منذ أربع سنوات تعمل بيان سائقة باص، هي من النسوة الفلسطينيّات القليلات اللواتي امتهنّ هذه المهنة، والأولى في بلدها مجد الكروم، صبايا أخريات احتذين حذوها؛ فلقد أفسحت مجالًا لثلاث صبايا في مجد الكروم في أن يصبحن سائقات باص.
بيان تحبّ السياقة كثيرًا والسرعة أيضًا؛ لذلك حصلت في الآونة الأخيرة على رخصة موتور، وقادت طائرة صغيرة، وقدّمت لتحصل على رخصة قيادة قطار.
ستحدّثنا بيان ملِيًّا عن تجربتها؛ عن الزواج والطلاق؛ عن مهنتها والصعوبات والتحدّيات الّتي وقفت في طريقها؛ عن الركّاب ومشاكلهم وكيف استطاعت أن تتخطّى الأزمات؛ وعن طموحاتها المستقبليّة.
إنتاج وتحرير: علي مواسي، عبد أبو شحادة، ديمة كبها
للتواصل:
[email protected]
[email protected]