Description
في بداية دراستي للمسيحية كنت اهدف إلى تأليف كتاب يهزأ بها ويسخر منها. وكنت أعتقد أنني سأتعامل إما مع أيديولوجية (عقيدة) لاهوتية أو مع فرضية فلسفية صيغت في تعابير واصطلاحات لاهوتية. لم تكن المسيحية بالنسبة لي إلاّ ديانة مؤسسة على تعاليم مؤسسها، وكنت أعتقد أنها تحوي مبادئ دينية بسيطة يحيا بها المرء، أو مقياساً يحاول الوصول إليه.
غير أني اكتشفت، بعد بحث موسع، أن المسيحية ليست ديناً يحاول فيها الناس رجالاً ونساءً أن يصلوا إلى الله من خلال أعمالهم الصالحة، وأنها ليست طاعة لنمط من أنماط الطقوس الدينية. بل هي بالأحرى علاقة مع الله الحي من خلال ابنه يسوع المسيح. وما أدهشني أنني وجدت شخصاً، لا ديناً. هذا الشخص قال أقوالاً، وفعل أفعالاً وأطلق تصريحات مذهلة عن نفسه، مع مطالب عميقة بعيدة المدى على حياتي. كان يسوع مختلفاً عن كل ما توقعته. كان القادة الدينيون الآخرون يقّدمون تعاليمهم ويضعونها في الواجهة. أما يسوع فقّدم نفسه. كان القادة الآخرون يسألون، «ما مدى استجابتكم لتعاليمي؟» أما يسوع فكان يسأل «ما هي علاقتكم بي؟»
أّدى بي صراعي الشخصي إلى مواجهة مع شخص - يسوع المسيح.لكن هل كان فعلاً كما قال عن نفسه؟
لقد بيّنتُ في مؤلفاتي الأخرى (كتاب وقرار، نجار وأعظم، عامل القيامة، الخ...) بعض البراهين الكتابية والتاريخية التي أقنعتني أن يسوع المسيح هو ابن الله. لقد أحسست منذ كتابتي لهذه المؤلفات أن هناك حاجة لكتاب يرِّكز على ما يقوله يسوع في الكتاب المقدس الذي يؤكد أنه الله الذي صار إنسانا، الله المتجسد. دعوني أعرض لكم مع زميلي بارت النتائج التي توصلنا إليها في دراستنا.