رحلة اليقين (10) - لماذا نحن هنا في هذه الحياة ؟ - د. إياد قنيبي
Description
الشُّعور بالغائيَّة، رحمةٌ وعذاب: رحمةٌ في المنظور الإيماني؛ لأنَّه يدفع الإنسان دفعًا إلى البحث عن الجواب، فينجذبُ إلى الدِّين الحقِّ، الَّذي يجيب عن هذه التَّساؤلات، إجاباتٍ شافية، تروي العطش، تقنع العقل، فيتَّصل الإنسان بربه، ويستمدُّ من نور الوحي الخالص، ويصبح كمركبةٍ كانت تائهةً في الفضاء، ثمَّ اتَّصلت بمصدرها وغايتها، فأصبحت تسير وفق خطَّةٍ مرسومةٍ، لترسوَ بأمان.
لكنَّ هذا المكوِّنَ الفطريَّ في المقابل عذابٌ للملحد؛ لأنَّه يثير تساؤلاتٍ لا جواب لها، وإذا حاول الجواب، فإنَّه سينتهي بالشُّعور بالعدَمِيَّة، واللَّامعنى، واللَّاقيمة.
يقول بروفاين: "لا آلهة، لا حياة بعد الموت، لا قاعدة مطلقة للأخلاق، لا معنى نهائي للحياة،ولا إرادة حرة للإنسان. هذه كلها مرتبطة بعمق بالمنظور التطوري. أنت هنا اليوم وسترحل غدًا، وهذا كل مافي الأمر".
إذن، بروفاين يقول لك مثل ما قال الأوَّلون ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾ ويقرُّ بأنَّ هذا يعني انعدامَ أيِّ معنى أو غاية للحياة.
حَسْبَ الإلحاد، استكشف كما تريد واسأل كما تريد، لكن، ليس من حقِّك أن تسأل عن الغاية من وجودك أنت أيُّها المستكشف.
عندما نتكلَّم في أحكامٍ شرعية، فكثيرًا ما يُعتَرَضُ علينا بمقولة: (الإنسان استكشف المريخ، وأنتم لا زلتم تتكلَّمون في هذه الأمور)، بل السُّؤال موجَّهٌ لكم أنتم أيُّها الجاهلون! هل يُعقل أن يستكشف الإنسان القمر والمريخ، ويتكلَّم عن المجرَّات التي تبعد عنَّا مليارات السَّنوات الضوئيَّة، ثمَّ يجهلُ نفسه التي بين جنبيه، والغاية من وجودها؟
قد يَخدعُ الإنسان نفسه فترةً من الزَّمن لكن، ماذا بعد ذلك؟ ماذا اختار بعضهم كبديلٍ عن هذه المهمَّة الصَّعبة؟ مهمَّة إيهام النَّفس بأنَّ للحياة غاية، وهي لا تؤمن بما بعد الموت.
ولذلك فهي مهمة صعبة جدًا أن تقنع الناس بأن الحياة جديرة بالعيش، وبالتالي أرى أن الطريقة الوحيدة الممكنة للتعامل مع الأمر، هي إلهاء وتشتيت الناس فأن أشغل نفسي بهذا، فصناعة الأفلام إلهاء رائع،
تذكَّر وأنت تقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَاَلذِّين نَسُوا اَللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أَنْفُسَهُمْ﴾ ]
نسوا الله فأنساهم الغايةَ مِن خَلْقهم، وأنساهم العمل لما ينفعهم، واهتمُّوا بكل شيءٍ، إلَّا بأنفسهم الَّتي بين جنبيهم،
ألقى كراوس محاضرةً في جامعة كونواي "conway" بنفس مضامين الكتاب، وبعد أن شرح دقَّة القوانين الَّتي تحكم الكون -دقَّةً مذهلةً-، قال: "العالَم الذي نتواجد فيه، استثنائيٌ جدًا، لكنه صدفة"،
الملحد
أحلامك بين إيديك (9) - قلبك بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/15/24
أحلامك بين إيديك (8) - الحب بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/14/24
أحلامك بين إيديك (7) - الفرحة بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/13/24