رحلة اليقين (9) - رصاصة دارون على الإنسانية (جزء 2 من 2) - د. إياد قنيبي
Listen now
Description
ما القيم التي ينادي بها كثيرٌ من الملحدين الدَّاروينيِّين هذه الأيَّام؟ - الحرِّية - المساواة - حقوق الإنسان - حقوق المرأة تعالوا نرى وضع المرأة حسب الأسس العلمية الدَّاروينيَّة: كان داروين"Charles Darwin" قد بذر بُذُور وصف المرأة بالدُّونيَّة تطوُّريًّا، ففي كتابه (أصل الإنسان) عقد فصلًا بعنوان: (القدرات الذِّهنيَّة للرَّجل والمرأة) وقال فيه عن بعض خصائص المرأة: "هي خواصُّ الأعراقِ الأدنى" في الدَّاروينيَّة ليس هناك أي مبررٍ للتَّحلي بأيٍّ من الأخلاق، بل إنَّ الصِّراع الدَّارويني يتطلَّب من العرقيَّات التي ترى نفسها أرقى تطوُّريًّا أن تتحلَّى بأخلاق الأنانيَّة والطَّمع والاستئثار، والاعتداء على العرقيَّات الأحطِّ منها لتُبِيدَها وتتكاثرَ على حسابها. أنت أيُّها الملحد أمام أحد خيارين: إما أن تتَّبع أسلافك هؤلاء، وتتَّبع نهجَهم (الإجرامي) عفوًا، (الأخلاقي) حسب داروينيَّتكم أو أن تقرَّ بالقيم الأخلاقيَّة وقيم المساواة بين البشر من حيثُ الأصل وترفض الممارسات الدَّاروينيَّة المذكورة، وحينئذٍ فأنت تُنَاقِضُ نفسَك، لأنَّ تفسيرك المادِّي للكون لا يصلح كأساسٍ للقيم المعنويَّة كما بيَّنَّا في الحلقة الماضية، ولأنَّ اقتراضَك لأخلاقٍ من خارج منظومَتِك الفِكريَّة المادِّيَّة هو اعترافٌ ضمنيٌّ منك بفشل منظومتك المادِّيَّة الدَّاروينيَّة، وعدم كِفايتها في تلبية حاجات الإنسان إنَّك أيُّها الملحد حين تتبنَّى قيمًا إنسانيةً في التَّعامل مع كافَّة الأجناس دون تفرقة، وعندما تتبنَّى قيمة الرَّحمة بالضُّعفاء، تكون قد مارست ممارساتٍ لا أخلاقيَّة حسب داروينيَّتِكَ، تَكونُ قد فعلت كما في المثال الذي ضربناه أول الحلقة: سمحت لكائناتٍ أدنى في السُّلَّم التَّطوُّري، بالتَّكاثر على حساب الكائنات الأرقى. يقولون لك: هناك ملحدون أخلاقهم حسنة. فنقول: ليس سؤالنا عن إمكانيَّة أن يكون الملحد حسن الأخلاق أو المؤمن سيِّـئ الأخلاق، بل السُّؤال العقلاني هو: هل الإلحاد يؤدِّي إلى الأخلاق الحسنة؟ لا شكَّ أنَّ ما لدى بعض الملحدين من أخلاقٍ حسنة ليس سبَبُه إلحادَهم، فالاعتقادُ بأنَّنا في هذه الحياة بلا هدف، بلا رقيب، بلا جزاءٍ على أعمالنا خيرِها وشرِّها هذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون دافعًا نحو الأخلاق الحسنة، لكن الإنسان في النِّهاية يتأثَّر بمجموعة عوامل: كالتَّربية في الصِّغر، والبيئة المحيطة، وليست القناعة الإلحادية هي العاملَ الوحيد في صياغة الأخلاق، أما الإيمان بوجود الله إيمانًا صحيحًا ضِمْن التَّصوُّر الإسلامي فإنه يَدفَعُ نحو مكارم الأخلاق، وإذا كان لدى المؤمِن سوءُ خلق، فهذا لنق
More Episodes
أحلامك بين إيديك (9) - قلبك بين ايديك - د. حازم شومان Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/15/24
أحلامك بين إيديك (8) - الحب بين ايديك - د. حازم شومان Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/14/24
أحلامك بين إيديك (7) - الفرحة بين ايديك - د. حازم شومان Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/13/24