رحلة اليقين (8) - رصاصة داروين على الإنسانية (جزء 1 من 2) - د. إياد قنيبي
Description
الملحِدون حين أنكروا الله، لَجأ مُعظَمُهم، إلى ما يُعرف بنظرية التطّور لـ(داروين) كتفسيرٍ لوجود الإنسان، وسنُناقش هذه النظرية نقاشًا علميًا في الموضِع المناسب بإذن الله، وإنّما يَعنينا هنا الإشارة إلى بعضِ النتائج الأخلاقية (للتطّور الدارويني)
لِنرى هذا الذي تبنَّى التطّور كبديلٍ عن وجود الله: هل زوَّده هذا البديل بأيّ أساسٍ للأخلاق؟ أَمْ على العكس تمامًا؟
(التطوُّر الدارويني) يقوم على أنَّ الكائنات جاءت عَبْر تطوُّر خليةٍ أولية، بطَفراتٍ عشوائيِّة وانتخاب طبيعي.
الانتخاب الطبيعي يعني: أنَّ البقاء في هذه الطبيعة هو للكائن الأصلح في قدرته على التكيُّف مع الطبيعة.
و البقاء للأصلح يعني: الصراع مع الكائنات الأخرى الأحطّ في السُّلَّم التَّطوُّري
فالصراع هو قانون الطبيعة حَسْب داروين، نَشَرَ ذلك في كتابه (أصل الأنواع)، ثُمَّ في كتابه "The Descent of Man" (أصل الإنسان).
سحب داروين نظريته على الإنسان، واعتبر أنّه تطوَّرَ من أصلٍ شبيهٍ بالقرود، وحين يتكلَّم داروين عن الإنسان الأرقى تطوُّريًا، فإنَّما هو يعني (الأوروبيّ الأبيض) أمّا باقي الأجناس فهم عند داروين في مرحلةٍ وسطى بين القرود والغوريلّا وسلفِهم، وبين الإنسان، أي: لم يكتمل تطوُّرهم بعد.
كيف؟ يقول تشارلز داروين في كتابه (أصل الإنسان) في الفصل السادس: "في فترةٍ مستقبليةٍ ما ليست ببعيدة إذا ما قِيست بالقرون
ستَقوم الأجناس المتحضِّرة من الإنسان، وبشكل شِبه مُؤَكَّد بإبادة واستبدال الأجناس الهَمَجيِّة عَبْر العالَم"
أَطلق داروين بأفكاره هذه الرصاصة على إنسانيّة الإنسان واستند عليها الأوروبيّون للقيام بإباداتٍ جماعية وحملات تطهيرٍ عِرقي،
خاصَّةً ضد الإفريقيِّين وسُكَّان الأمريكتين وأستراليا الأصليين فهؤلاء أقرب للحيوانات في نظر الداروينيِّين.
صحيحٌ أنَّ كثيرًا من المُمارسات الإجرامية كانت تَتِمّ قبل انتشار فكرة التطوّر الدارويني، لكنَّ هذه الفكرة أراحت ضمائر المجرمين، فقد أصبح لِجَرائمهم مبرِّرٌ علميّ، فاسْتَمرّوا في أفعالهم، بل وتَصاعدت وتيرتُها.
مَلَفّ الإجرام الذي مُورِسَ كبيرٌ جدًا لا يتَّسِع له المقام، لكنْ إشاراتٌ سريعة تُقَرِّب لك الصورة:
وشمِلت الحملات سرقة أعدادٍ كبيرة من الأطفال الأستراليّين الأصليّين، وتم إرسال أعدادٍ كبيرةٍ منهم إلى متاحف التاريخ الطبيعي في أمريكا وبريطانيا لتحديد ما إذا كانوا يُشَكِّلون الحلقة المفقودة في طريق تطوّر الحيوان إلى إنسان، وقد اعتذر رئيس وزراء أستراليا
كيفن رود "Kevin Rudd" للأجيال المسروقة قبل 9 سنوات فقط في 13 فبراير 2008، وانتشر الخبر بعنوان: "الاعتذار الرسمي من كيفن رود
أحلامك بين إيديك (9) - قلبك بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/15/24
أحلامك بين إيديك (8) - الحب بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/14/24
أحلامك بين إيديك (7) - الفرحة بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/13/24