رحلة اليقين (6) - كيف يلغي الإلحاد العقل والعلم؟ (جزء 2 من 2) - د. إياد قنيبي
Description
لذا نقولُ للمُلحدِ: إن كانت الضَّروراتُ العقليَّةُ لا وجودَ لها، فكيف تُفسِّرُ اقتناعَ الناس كُلِّهم بها، بما يَدلُّ أنَّها مُكوِّنٌ عقليٌّ راسِخٌ لديهم؟ بلْ وعملَكَ أنتَ والنَّاسِ في الواقعِ بها؟
يُجيبُكَ المَنظُورُ الإلحاديُّ فيقولُ: بما أنَّ الإنسانَ جاء بالتَّطوُّرِ الدَّاروينيِّ، والمحرِّكُ في هذا التطوُّرِ هو الانتِخابُ الطبِيعيُّ والطَّفَراتُ العشوائيَّةُ الَّتي تُحقِّقُ للكائنِ العيشَ والبقاءَ، فما الَّذي يضمنُ أنَّ هذه الطَّفَراتِ طَوَّرتْ لنا عُقولًا قادرةً على الوصولِ إلى حقائقِ الأشياءِ؟
بلْ هذهِ العُقولُ يُمكنُ أن تُضلِّلَنا، وتجعلَ بعضَ الأمورِ مُسَلَّماتٍ عقليَّةً بالنَّسبةِ لنا معَ أنَّها مجرَّدُ وَهْمٍ في الحقيقةِ، وإنَّما تَخدَعُنا عُقولُنا لتُحقِّقَ لنا البقاءَ!
إذن، فالإلحادُ يَصِلُ بصاحبِهِ إلى أبعدَ مِنْ إنكارِ المُسلَّماتِ العَقليَّةِ، يَصِلُ بِهِ إلى التَّشكيكِ في مِصْداقيَّةِ العقلِ البشريِّ نفسِهِ.
نقولُ للمُلحِدِ: إلحادُكَ إذَنْ يُقِرُّ بأنَّ عقلَكَ يمكنُ أن يُضلِّلَكَ، وأن لا يَكتشِفَ الحقيقةَ، فكيفَ تَثِقُ بعَقلِكَ إذَنْ؟!
العقلِ، ويَتَّهِموا المُتَدَيِّنينَ بامتهانِ العقلِ بينما حقيقةُ الأمرِ أنَّ الإلحادَ يقودُ في النهايةِ إلى هدمِ مَوثُوقيَّةِ العقلِ نفسِهِ!
المُلْحدُ يَعِيبُ علينا إيمانَنَا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والَّذي عُرِفَ بالصِّدقِ، معَ أنَّنا لم نَبْنِ إيمانَنَا على قولِهِ عن نفسِهِ أنَّهُ رسولُ الله فحسْب؛ بل ببراهينَ خارجيَّةٍ على صِدْقِهِ ونُبوَّتِهِ. وفي الوقتِ نفسِهِ يُصدِّقُ المُلْحدُ عَقلَهُ المَشكُوكَ في مِصدَاقيَّتِهِ وقدرتِهِ على الدَّلالةِ على الحقيقةِ لمُجرَّدِ أنَّ عقلَهُ قالَ له: صدِّقنِي!
[لا أحد يملك الحقيقة المطلقة]
كيفَ خرجَ الإلحادُ مِن هذا المَأْزقِ؟
مَأْزقِ الاعتمادِ على عَقلٍ يُمكِنُ أن يُضَلِّلَ عن حقائقِ الأشياءِ؟
أَجابَكَ الإلحادُ فقالَ: ومَن قالَ أنَّ للأشياءِ حقائقَ مُطْلقةً أصلًا، حتَّى تُضَلِّلَنَا عقولُنَا عنها؟!
قالُوا: بل ليسَ هناكَ شيءٌ اسمُهُ حقائقُ الأشياءِ، وإنَّما هي قراءةُ حَواسِّ الإنسانِ لها، كأنَّ الشَّيءَ بلا لَوْنٍ ولا مانعَ مِن أن يَرَاهُ كلُّ إنسانٍ بلَوْنِهِ الخاصِّ، ولا سبيلَ لأحدٍ أن يُخطِّئَ الآخرَ؛ لأنَّه لا يَستطِيعُ أحَدٌ أن يدَّعِيَ أنَّ الآخرَ خالفَ (الحقيقةَ)، لأنَّ كلَّ ما يُسمَّى (حقيقةً)، إنَّما هو مُنتَجٌ عَقليٌّ بشريٌّ لا قِيمةَ مُطْلَقةً لهُ مُستقِلَّةً عن أشخاصِنَا.
التَّسلسلُ الَّذي أدَّى إليه إنكارُ وُجُو
أحلامك بين إيديك (9) - قلبك بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/15/24
أحلامك بين إيديك (8) - الحب بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/14/24
أحلامك بين إيديك (7) - الفرحة بين ايديك - د. حازم شومان
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/13/24