رحلة اليقين (34) - الكوكتيل: سؤال أتباع خرافة التطور: لماذا يخلق الله طيورا بأجنحة لا تطير؟ - د. إياد قنيبي
Listen now
Description
وانظروا إخواني كيف أنّ ما يجعل منه البعض شُبهةً يَتحوّل بالعِلم إلى دليلٍ جديدٍ على عظمة الله تعالى؛ رأينا ذلك في شبكيّة العين وغيرها -الحلقةَ الماضيةَ-، وها نحن نراه في جناحي البطريق الذي اتّخذ منه أتباع الخُرافة شُبهةً وهو مليءٌ بآيات العَظَمة، والحِكمة، والقُدرة. ماذا عن النّعام؟ لديه أجنحةٌ ولا يَطير أيضًا، كلِّفْ نفسك أيّها السّائل أن تتابع برنامجًا وثائقيًا لترى هذا الطّائر الذي تصل سرعته إلى (80) كيلومترًا في الساعة كيف يَستخدم أجنحته كمَكابح لتخفيف سرعته، والدّوران المُفاجئ أثناء المطاردات، أو الهربَ من الافتراس، كيف يَستخدم أجنِحته لتخويف الحيوانات التي تعتدي على بيوضه، وللاستعراض عند التّزاوج، وغيرِها، وغيرها.. ----------------------------------- ثمّ عُد بعد ذلك كلِّه واسمعهم يقولون... : [فالآن، الخَلْقَويُّ أو التّكوينيُّ لا يستطيع أن يفسِّر لنا، لماذا هذه الطُّيور لها أجنحةٌ ولا تطير؟] بالإضافة إلى هذا كلِّه إخواني لاحِظوا مغالطةَ (الاستدلال الدّائريِّ) في الحديث عن أجنِحة الطّيور؛ الاستدلال الدّائريُّ مغالطةٌ معروفةٌ في عِلم المغالطات المنطقيَّة، يجعل فيها المدّعي برهانه مِن نفس الدّعوى التي يُريد بَرْهَنتَها، أي أنَّ الدَّعوى هي نفسُها النّتيجة. حين يقولُ هؤلاء أنّ هذه الأجنحة بلا فائدةٍ، ما الذي يجعلكم تحكمون أنّها بفائدةٍ أو بلا فائدةٍ؟ سيقولون: مساعدتُها للحيوان على البقاء، حسب مفهوم الانتخاب الطبيعيِّ، هذه الأجنحة لا تساعد الحيوان، وبالتّالي فليس لها فائدةٌ، وبالتّالي فقد جاءت بها الصُّدف العمياء، لا بتصميمٍ حكيمٍ. ----------------------------------- قال ليَ البطريق: حتى أعيش في الأجواء القطبيّة شديدة البرودة فإن جسمي مليءٌ بالدُّهون، وحتى أحافظ على هذه الدُّهون فلا بُدَّ لي مِن أنْ أنزل في الماء لأصطاد. لكن يا بطريق، كيف تستطيع أن تنزل بجسمك المليء بالشُّحوم والتي ستجعلكَ تطفو على الماء؟ أجابني: أرأيت هذه الأجنحة التي قالوا أنّها بلا فائدةٍ؟ تعال نر ماذا أصنع بها، انظُر إليّ وأنا أضربُ بها الماء فأغوصُ بسرعةٍ عاليةٍ عميقًا عميقًا في البحر، تمامًا كما الطّائرِ في جوِّ السّماء، انظر إليّ وأنا أستخدم أجنحتي لأتوجّه يَمنةً ويَسرًة كما أريد.. لكنْ، كيف استطعت أن تَخرجَ من الماء بهذه السّرعة الصّاروخيّة؟ أجابني البطريق: أرأيت هذه الأجنحة نفسها التي زعموا أنّها بلا فائدة؟ إنّها مصمَّمةٌ بشكلٍ عجيبٍ؛ انظر إليّ ماذا سأفعل، سأصعد لأسبحَ وأتقلّب عند سطح البحر أوّلًا، أتدري لماذا؟ لأملأ ريش أجنحتي بفُقاعات الهواء، يساعدها على ذلك أنّ لديّ غُددًا تُفرز عليها مادّةً دهنيّة عا
More Episodes
أحلامك بين إيديك (9) - قلبك بين ايديك - د. حازم شومان Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/15/24
أحلامك بين إيديك (8) - الحب بين ايديك - د. حازم شومان Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/14/24
أحلامك بين إيديك (7) - الفرحة بين ايديك - د. حازم شومان Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
Published 06/13/24