Description
أمثالٌ 7:1-5 ... العهد الجديد لوقا 1:1-25 ... العهد القديم اللاويّينَ 26:14-27:34
أتذكر أنه تم ترتيب مباراة كرة قدم منذ سنوات عديدة وكانت تضم اثنين وعشرين صبيا (منهم واحد من أبنائي، وكان عمره ثماني سنوات حينئذ). أحد أصدقائي ويدعى أندي (وكان يدرب الصبية طول العام) كان ذاهبا للتحكيم في المباراة. لسوء الحظ، حتى الساعة 2:30 لم يكن قد ظهر. ولم يستطع الصبية أن ينتظروا أكثر.
أجبرت على الاشتراك كحكم بديل. لكن، لم يكن معي صافرة الحكم، ولم تكن هناك علامات لحدود الملعب ولم أعرف القواعد تقريبا مثل بعض الصبية اللاعبين.
حالا غرقت اللعبة في حالة من الفوضى التامة. صرخ البعض بأن الكرة كانت داخل الملعب. قال آخرون أنها كانت خارجه. لم أكن متأكدا أبدا، لذا تركت الأمور تسير. ثم بدأت الأخطاء في الاحتساب. صرخ البعض، "خطأ". قال آخرون، "لم يكن خطأ لعب". لم أكن أعرف من كان على حق. لذا تركتهم يستمرون في اللعب. ثم بدأ اللاعبون يتعرضون للإصابة. عند هذه المرحلة وصل أندي، كان يوجد ثلاث صبية مستلقين مصابين على الأرض، والباقي كانوا يصيحون في وجهي!
لكن لحظة وصول أندي، نفخ في صافرته، ورتب الفرقتين، وأخبرهم أين هي الحدود ووضعهما تحت السيطرة التامة. عندئذ تمتع الصبية بمباراة كرة قدم رائعة.
هل كان الصبية أكثر حرية بدون قواعد، أم كانوا أقل حرية في الواقع؟ بدون أي سلطة مؤثرة أمكنهم أن يفعلوا بالضبط كل ما أرادوا. النتيجة هي أن الناس صاروا مشوشين وتأذوا. لقد فضلوا كثيرا جدا الوضع عندما تم اللعب بحسب القواعد. ضمن هذه الحدود، كانوا أحرار في أن يتمتعوا باللعبة. قواعد كرة القدم ليست مصممة لتلغي متعة اللعبة لكنها مصممة لتجعل اللعبة ممتعة تماما.
"قواعد" الله هي حدوده التي وضعها للحياة، وقد أعطاها لنا بدافع محبته. لذا فمراعاة "قواعد" الله هي الطريق للحياة بكل ملئها. حدوده ليست مصممة لتحدّ حريتنا بل بالحري لتعطينا الحرية. ومثل قواعد كرة القدم، لا توقف تلك القواعد متعة اللعبة. لكنها تمكننا من التمتع بلعبة الحياة أقصى متعة ممكنة.