Description
بصوت: د. علي بن تميم
ما زلنا نواصل الغوص في قصائد الشاعر المتيّم مجنون ليلى قيس بن الملوّح، طلباً للدر اللآلئ، ونتوقف اليوم عند واحدة من أجمل قصائد الغزل، قالها عندما نصحه والده أن يكف عن هذا الحب الذي أودى به للتهلكة والضعف ، وأتاح المجال للوشاة والحساد بإطلاق أقاويلهم عنه حبه لابنة عمه وهي دونه في الثروة والجاه، لكن لم يزده كلام والده إلا حباَ وعشقاً وشعراً، فازداد به العشق وهاجت عليه الأشواق من غصة الفراق، وكانت هذه الأبيات.
ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ ولا النفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ
أحب هبوط الواديين وإنني لمشتهر بالواديين غريب
أحقاً عباد الله أن لست وارداً ولا صادراً إلا عليّ رقيب
ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة من الناس إلا قيل أنت مريب
ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ
وكَم قائِلٍ لي اِسلُ عَنها بِغَيرِها وَذَلِكَ مِن قَولِ الوُشاةِ عَجيبُ
فَقُلتُ وَعَيني تَستَهِلُّ دُموعَها وَقَلبي بِأَكنافِ الحَبيبِ يَذوبُ
لَئِن كانَ لي قَلبٌ يَذوبُ بِذِكرِها وَقَلبٌ بِأُخرى إِنَّها لَقُلوبُ
فَيا لَيلَ جودي بِالوِصالِ فَإِنَّني بِحُبِّكِ رَهنٌ وَالفُؤادُ كَئيبُ
وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ حَتّى كَأَنَّما عَلَيَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقيبُ