Description
تعرضت عُمان في يونيو من عام 1890م لإعصار قوي حدث من منتصف ليلة 4 يونيو حتى منتصف ليلة 5 يونيو سنة 1890م، امتد أثره المدمر على الساحل من صور إلى السويق، وإلى الداخل حتى وادي سمائل على نحو ما يشير إليه لوريمر في دليل الخليج، تحت عنوان فرعي: "إعصار رهيب يونيو 1890م" بمعلومات مقتضبة جداً.وبالعودة إلى موسوعة عُمان الوثائق السرية في مجلدها الأول نجد تفاصيل أكثر في تقرير الوكيل السياسي البريطاني المرفوع في يوليو 1890م، حيث ذكر فيه: "حدثت هنا زوبعة قوية صاحبها هطول عنيف ومستمر للأمطار وامتدت على طول الساحل من صور إلى السويق وذلك في 4 و5 من الشهر. وقد بدأت أولاً منتصف ليلة 4 من الشهر، إلا أن الرياح اشتدت في صبيحة 5 من الشهر والتي كانت ذات اتجاه شمالي شرقي. وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف حدثت العاصفة والتي استمرت حتى حوالي منتصف الليل. وكانت كمية المطر التي تم تسجيلها في المستشفى المدني منذ بدء العاصفة حتى نهايتها أي حوالي 24 ساعة، قد بلغت 11 إنشاً و24 سنتيمتراً، وقد تأثرت بها منطقة مطرح لأنها مفتوحة من الجهة الشمالية الشرقية حيث جنحت فيها العديد من المراكب". ويضيف الوكيل السياسي في تقريره: "لم تقتصر آثار هذه العاصفة على هاتين المدينتين، وإنما امتدت إلى المناطق الداخلية حيث وصلت وادي سمائل من جانب ووادي بني غافر من جانب آخر".وتم إحصاء عدد الموتى جراء هذا الإعصار حيث بلغوا 727 قتيلاً، وربما يكون العدد أكبر من ذلك لعدم وصول تقارير من مناطق أخرى كثير على نحو ما يشير إليه الوكيل السياسي. أما الخسائر التي وقعت في الأملاك فقد تركزت في أشجار النخيل وكانت الخسائر فادحة حيث اقتلعت آلاف الأشجار من جذورها وحملتها الفيضانات بعيدً، وعمت الفيضانات المناطق الشرقية. كما تم اتخاذ خطوات مباشرة لسحب المياه الراكدة إلى قاع الوادي، إلا أن ظروف مدينة مسقط كانت ما تزال خطرة بسبب المياه التي نفذت إليها هكذا جاء وصف الوكيل السياسي. وفي بيان مؤرخ 21 سبتمبر 1890م، يوضح الوكيل السياسي البريطاني الأضرار التي تم حصرها عن الإعصار، حيث يشير إلى أن عدد أشجار النخيل التي تضررت واقتلعت من جذورها تبلغ 109500 نخلة أي خسارة بمقدار 1525000 دولار.ومن اللافت في هذا التقرير ما أشار إليه الوكيل السياسي بأن نجح من خلال تتبع المخطوطات القديمة للتوصل إلى حدوث عاصفة واحدة مشابهة لهذه حصلت هنا –يعني عُمان- في ليلة الرابع من جمادى الأول عام 251 هجري/ 2 يونيو 862م، حيث دفنت المنطقة بين الغبرة وصحار، وحملت الفيضانات العديد من الناس وأغرقت بلداناً كاملة، وهي المناطق المحيطة بسمائل وبدبد والتي امتدت إلى صحار وذلك بسبب فيضان وادي صلان.وهذا الحدث الذي أشار إليه