Description
-
الاجتماع الذي عقد في عام 1792م هو اجتماع بركاء، وضم الاجتماع ثلاثة من أبناء الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية، هم: الإمام سعيد بن أحمد، والسيد سلطان بن أحمد، والسيد قيس بن أحمد. وبموجب هذا الاجتماع تم الاتفاق على عقد صلح بين الإخوة الثلاثة وتوزيع مناطق النفوذ بينهم، فسيطر السيد سلطان على مسقط، والسيد قيس على صحار، والإمام سعيد على الرستاق. وقد نتج عن هذا الاجتماع بعض الأمور المهمة التي كان لها تأثير على طبيعة الحكم في عُمان وعلى الأحداث اللاحقة، ومن ذلك: التسليم الضمني بسيادة السيد سلطان على مسقط، تمهيداً لمد حكمه على أنحاء البلاد كافة لاحقاً، كما مهد الاتفاق أيضاً لتأسيس نظام سياسي جديد عرف لاحقاً بالسلطنة، وهو نظام مختلف عن نظام الحكم التقليدي الذي عرفته عُمان لمئات السنين وهو الإمامة، وكان هذا هو أهم ما جاء في الاتفاق، وإن لم يكن بطبيعة الحال مقصوداً في حينه.وبالعودة إلى الوراء قليلاً لتوضيح هذا الحدث التاريخي المعروف باجتماع بركاء، والذي عقد بسبب الأحداث المتسارعة التي حدثت عقب وفاة السيد حمد ابن الإمام سعيد في 2 مارس 1792م، وفي حقيقة الأمر فإن جذور هذا الحدث تعود إلى نهاية العام 1783م وهو العام الذي توفي فيه الإمام أحمد بن سعيد وخلفه في الحكم ابنه سعيد حيث فضَّل هذا الأخير حياة العزلة في الرستاق، وتنازل لابنه حمد عن سلطاته الفعلية، واتخذ السيد حمد من مسقط مقرا ومركزا لإدارة شؤون البلاد، وكان ذلك على الأرجح في عام 1789م. كانت لدى السيد حمد رغبة واضحة في تعزيز موقع عُمان على الساحة الإقليمية، وكان مركز الثقل في عُمان يتمثل في الموانئ عامة، وفي مسقط بصفة خاصة آنذاك؛ لذلك بادر السيد حمد إلى تحسين قدرات عُمان العسكرية وسارع لاستعادة السلطة على الساحل الشمالي المطل على الخليج العربي. إضافة إلى أن المجتمع التجاري –صاحب النفوذ في الموانئ- كان يطمح لوجود سلطة سياسية تدرك أهمية الموانئ والتجارة، وهكذا قرر السيد حمد اختيار مسقط مركزا للإدارة ولكن القدر لم يسعفه طويلا، حيث أصيب بمرض الجدري وتوفي في 8 رجب 1206هـ/ 2 مارس 1792م.بعد وفاة السيد حمد عادت رغبة السيد سلطان في تولي السلطة بشكل محكم، لأنه فعلياً كان معارضاً لحكم أخيه الإمام سعيد وحاول التمرد عليه في عام 1784م، ولم يستطع أي من الطرفين تحقيق نصر حاسم على الآخر مما جعله يشعر بخطر البقاء في عُمان فهرب إلى جوادر. عاد السيد سلطان إلى عُمان مرة أخرى عندما سلم الإمام سعيد ابنه السيد حمد السلطة الفعلية واحتفظ هو بلقب الإمامة وبقي في الرستاق وذلك تقريبا في عام 1789م ولم يستطع أيضا تحقيق نصر حاسم، وبعد وفاة السيد حمد أصبحت الف