Description
العروسة كلعبة لم تعنِ لي يوما ولكن بيوت العرائس طالما ندهتني وأخذتني إلى عوالمها.
كيف لا والفنانة التشكيلية ندى حيدر حموي كرياكوس هي البكرية لشقيقات ثلاث، وهي اللُّعبة التي تحمل على أكتافها بيت اللعبة وليس العكس.
كان لا بدّ من فرصة لضيفتي الرسامة الكندية اللبنانية لكي تُخرج لعبتها من قمقمها وتفتح لها باب القفص لتطير وتحلّق وتبوح بمكنونات صدرها وحملها الذي تنوء تحته.
وجدَتها ندى كرياكوس فرصة سانحة أن تشارك في معرض جماعي لبلدية المدينة التي تعيش فيها في غرب مونتريال بعنوان: "بيوت العرائس والدمى"، مساحة لاسترجاع ملاعب الطفولة وعهدها الغابر للفنانين المشاركين وكلٌّ قصّ طفولته ومعها حكايته. الا يقول علماء النفس إن الإنسان أسير طفولته وأنَّ مشاعرنا في الصغر تحدّد مستقبلنا في الكبر؟
لوحتان شاركت بهما ندى حموي كرياكوس في هذا المعرض الذي أقيم مؤخرا في مركز الفنون في أروقة بلدية دولار دي أورمو في غرب مدينة مونتريال، وجسّدت عبرهما فصولا من طفولتها لكي لا أقول إن اللوحتين هما تحديدا ومن دون أي التباس "بورتريه ذاتية" لندى الطفلة كما سنستمع في الحوار معها. ولكثرة حقيقتهما، نظّن أن الفنانة التشكيلية تروي بلسانها أكثر منه بريشتها.
ألوان الطفولة البهيجة الفرحة موجودة في الأشكال والألوان وكذلك ألوان العذاب والحزن واليأس والدموع. تغيب ملامح طفلتها وتتيه في دروب الحياة المؤلمة الموجعة وكأن الفنانة تريد أن تمحوها من الذاكرة. حزن مطبق تعيشه تلك الطفلة مع كل مباهج الحياة وصخبها وزهوها المحيط بها. أمّا عيون هذه الطفلة فهي تطرح عليك ألف سؤالوسؤال وتبوح بفصول من الوجع والحزن والشكوى.
ندى حموي كرياكوس إلى اليسار تحاورها إحدى زائرات المعرض في مركز الفنون التابع لبلدية Dollard Des Ormeaux في غرب مدينة مونتريال/بعدسة كوليت ضرغام
تسكنك عروسة ندى كرياكوس وتغفو وتصحو معك ويداعب طيفها خيالك في الحلم وفي اليقظة.
يخترق زائرَ المعرض ذاك الحزنُ في عيني الطفلة ويصيبه في الصميم لكثرة الصدق والإجادة في التعبير التشكيلي لفنانة لا زالت تُحدث الدهشة في إبداعاتها وتنجح في الانصهار بالريشة واللون فلا نعود نعلم هل هي القصة التي تعيش في الرسم أم أن الرسم هو الذي يعيش في القصة؟ أهي اللعبة أم اللعبة هي؟ من يشبه من؟
كلّها تناقضات وحدها ضيفتي ابنة الفنان التشكيلي اللبناني العريق حيدر حموي قادرة على الإجابة عنها في هذا الحوار الذي تستمعون إليه تاليا:
استمعواAR_Reportage_1-20190507-WRA10