Description
خصص حفل افتتاح النسخة الرابعة والثلاثين للمهرجان السينمائي الافريقي في مونتريال، Vues d'Afrique يوم الجمعة في الثالث عشر من نيسان/أبريل الجاري للاحتفاء ببلد الياسمين تونس ضيف شرف النسخة الحالية للمهرجان واستهلت الحفل جوقة المالوف للموشحات الاندلسية الشرقية لتتوالى كلمات الحضور الرسمي علما أن راعية الحفل الافتتاحي كانت السفارة التونسية في العاصمة الكندية ممثلة بالسفير التونسي لدى كندا محمد عماد ترجمان.
بعد الوصلة التي قدّمتها جوقة المالوف المونتريالية، استسلم جمهور صالة أمبريال السينمائية العريقة في وسط مونتريال لتألق سينمائي جديد سطرّه السينمائي التونسي القدير فريد بوغدير الذي قدم في عرض كندي أول آخر نتاجاته السينمائية:"زيزو" أو "عطر الربيع" في إشارة إلى الربيع العربي الذي بدأ من بلد الياسمين.
على طريقة الممثل الكوميدي الفرنسي الشهير لويس دو فونيس، يثير السينمائي التونسي العريق فريد بوغدير الضحك والسخرية والهزل في فيلم اختار له اسما خفيفا بعيدا عن العناوين الطنانة الرنانة "زيزو" يمثّل شخصية رجل ساذج يصير بطلا بمحض الصدفة من دون أي تدبير أو تصميم أو حتى عزيمة من قبله، بل تجرّه الثورة إلى دروبها رغم أنفه كما يقول مبدع الفيلم.
نكتشف مع زيزو المضحك الفطري الساذج أن الضحك ليس مجرد هزل وتنكيت ولا هو لإفراغ المشاهد من مشاعر ثورة أو رفض أو تنديد بل يغوص المخرج السينمائي المخضرّم باسلوب فني مبدع وخلاق وعلى طريقته في معاني ثورة الربيع العربي التي شهدها بلد الياسمين.
يعتبر السينمائي التونسي أن السخرية سلاحٌ للوعي موضحا لي بأن فيلمه لا يسخر من الثورة بل من أبطال الثورة و"كم يكثر عددهم بعد الثورة".
https://www.youtube.com/watch?v=FZw05f9OBBw
يصّح توصيف فيلم "زيزو" بأنه المضحك المبكي على ما آل اليه حال المجتمعات العربية في ظلّ ثورات الربيع العربي والمخرج في هذا الإطار لم يحصر معالجته في تونس فحسب بل تعداها إلى كل البلدان العربية التي تحكمها أنظمة توتاليتارية، ومرّر فريد بوغدير عددا من الرسائل السياسية متسائلا على لسان أبطاله ثورة من هذه؟ أهي امبريالية، صهيونية أو ماسونية ويظهر السينمائي الفذ طبقات الأوساط الغنية والفقيرة بين معاصرين منفتحين ومحافظين وبين موالين ومعاضين وإسلاميين.
وحين أسأل ضيفي الذي كان يعيش حالة سكر بفعل ردود الفعل الإيجابية بين حضور مونتريال على فيلمه، حين أسأله عن الرسالة التي أراد تمريرها ولماذا عالج موضوع الثورة بتهكم وهل هو معها أوضدها يجيبني السينمائي التونسي : " أنت خمني"، فأنا لا أقول لمشاهدي ما هو بيت ا