Description
الودود" اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، ومِن معانيه أنه يحب ويَوَدُّ عِبادَه الصَّالِحين، وهو المحبوب لهم، بل لا شيء أحبَّ إليهم منه، وفي اسم الله عز وجل "الودود" حَث لِلْمُذْنِبين على أنْ يتوبوا، قال الطبري: "فَإِنَّ الله ذُو محَبَّةٍ لِمَنْ أَنَاب وَتَاب إِليه، يُوِدُّه وَيُحِبُّه".. وقال السَّعْدِيّ: "فَهُو الْمُتَوَدِّد إلى خَلْقه بِنُعُوتِه الجميلة، وآلَائِه الوَاسِعة، وأَلْطَافِه وَنِعَمِه الْخَفِيَّة والْجَلِيَّة، فهو الْوَدُود يُحِبُّ أَوْلِيَاءَه وأَصْفِيَاءَه وَيُحِبُّونه، فهو الذي أَحَبَّهُم، وَجَعَلَ في قُلُوبِهُمُ الْمَحَبَّة، فَلَمَّا أَحَبُّوه أَحَبَّهُمْ حُبًّا آخَرَ جَزَاءً لهم على حُبِّهِمْ. فَالْفَضْلُ كُلُّه رَاجِعٌ إليْه، فهو الذي وَضْع كُلَّ سَبَبٍ يَتَوَدَّدُهُمْ بِه، وَيَجْذِب قُلُوبَهُم إلى وُدِّه، تَوَدَّدَ إِلْيْهِم بِذِكْر ما له مِن النُّعُوت الواسعة العظيمة الجميلة الْجَاذِبَة للقُلوب السَّلِيمة، والأَفْئِدة الْمُسْتَقِيمة، فَإِنَّ الْقَلُوب وَالأرواح الصَّحيحة مَجْبُولَةٌ على مَحَبَّة الْكَمال، واللهُ تعالى له الْكَمَال التَّامُّ الْمُطْلَق". وفي "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى": "وقال الْقُرْطبِيّ: فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلم أَنَّ الله سبحانه هو "الْوَدُود" على الإِطْلَاق، الْمُحِبُّ لِخَلْقه، وَالْمُثْنِي علَيْهِم، والْمُحْسِن إليهِم، ثُمَّ يجِب عليه (كل إنسان مُكَلَّف) أَنْ يَتَوَدَّدَ إلى رَبِّه بامْتِثَال أَمْرِه وَنَهْيِه، كَمَا تَوَدَّدَ إِليه (ربه سبحانه) بِإِدْرَارِ نِعَمِه وَفَضْلِه، وَيُحِبّه كما أَحَبَّه، وَمِنْ حُبِّ الْعَبْد لله: رضاه بما قَضاه وقَدَّرَه، وَحُبّ الْقُرْآن والْقيام به، وَحُبّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وَحُبّ سَنَّتِه والْقِيام بها".