الحلقة ٢٣: البصير
Listen now
Description
قال ابن جرير رحمه الله: يعني جلّ ثناؤه بقوله: (وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (البقرة: 96) والله ذُو إبصار بما يعملون، لا يَخفى عليه شيءٌ مِنْ أعْمالهم، بل هو بجَميعها مُحِيط، ولها حَافظٌ ذاكرٌ، حتى يٌذيقهم بها العِقاب جزاءها. وأصل بصير: مُبْصر، مِنْ قولِ القائل: أبْصرت فأنا مُبْصر، ولكن صُرف إلى فَعيل، كما صُرف مُسْمع إلى سَمِيع، وعذابٌ مُؤْلم إلى أليم، ومُبْدع السماوات إلى بديعٍ؛ وما أشْبَه ذلك. وقال الخطابي: البَصِير هو المُبْصر، ويقال البصير: العالم بخَفِيات الأمور. وقال ابن كثير: (بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران: 15، 20) أي: هو عليمٌ بمن يَسْتحق الهداية ممَنْ يَسْتحقُّ الضلالة، وهو الذي لا يُسْألُ عما يفعلُ؛ وهم يسألون، وما ذلك إلا لحِكْمته ورحمته.  --- Send in a voice message: https://podcasters.spotify.com/pod/show/-ayesha-widad/message
More Episodes
قال الخطابي : ” المقدم” هو المنزّل للأشياء منازلها ، يقدم ما شاء منها ، ويؤخر ما شاء ، قدّم المقادير قبل أن يخلق الخلق . وقدّم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده . ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات ، وقدّم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين .
Published 12/02/24
الشهيد” يرجع معناه إلى”العليم” مع خصوص إضافة، فإنه تعالى عالم الغيب والشهادة، والغيب عبارة عما بطن، والشهادة عما ظهر، وهو الذي يشاهد. فإذا اعتبر العلم مطلقاً؛ فهو العليم. وإذا أضيف إلى الغيب والأمور الباطنة؛ فهو الخبير. وإذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو الشهيد. وقد يعتبر مع هذا؛ أنْ يَشهدَ على...
Published 12/02/24