Description
شجب واستنكار بأشد العبارات لتصوير مشهد "العشاء الأخير" بشكل ساخر في الألعاب الأولمبية
إن مشهد "العشاء الأخير" يحمل في طياته قداسة ورمزية عظيمة في قلوب المسيحيين حول العالم. إنه ليس مجرد لوحة فنية أو حدث تاريخي، بل هو رمز للإيمان، للتضحية، وللحب الأعظم الذي قدمه السيد المسيح لتلاميذه وللبشرية جمعاء. وعليه، فإن تصوير هذا المشهد بطريقة ساخرة في مناسبة دولية مثل الألعاب الأولمبية يُعد انتهاكًا صارخًا لقدسية هذا الحدث الديني المهم.
إننا ندين ونستنكر بأشد العبارات هذا الفعل المشين الذي لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال. إن استخدام الرموز الدينية بهذا الشكل المبتذل والمسيء ليس فقط انتهاكًا لحقوق المؤمنين في التعبير عن معتقداتهم بحرية واحترام، بل هو أيضًا تعدٍ على كرامتهم الإنسانية. كيف يمكن لمثل هذه الأفعال التي تُقدم على أنها فن أو إبداع أن تُسهم في بناء عالم أكثر تفاهمًا واحترامًا بين الثقافات والأديان؟
إن الألعاب الأولمبية، بتعدد جنسياتها وتنوع ثقافاتها، يجب أن تكون منبرًا للوحدة والتقارب بين الشعوب، وليس منصة للإساءة والسخرية من معتقدات الآخرين. إن مثل هذه الأعمال تُشكل ضربة قاسية لكل الجهود المبذولة في مجال الحوار بين الأديان والثقافات، وتُعيدنا إلى عصور الظلام حيث كانت الكراهية وعدم التسامح هما السائدان.
كما ندعو اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية وكل الجهات المعنية إلى اتخاذ خطوات فورية وواضحة للاعتذار عن هذا التصرف المسيء، وإلى اتخاذ تدابير تضمن عدم تكرار مثل هذه الأعمال في المستقبل. يجب أن نتعلم من هذه الأخطاء ونعمل معًا لبناء عالم يحترم فيه الجميع معتقدات بعضهم البعض دون تهكم أو سخرية.
وفي هذا السياق، نطالب كل المنظمات الحقوقية والدينية والثقافية في العالم بالوقوف صفًا واحدًا ضد مثل هذه التصرفات، والعمل على تعزيز قيم الاحترام المتبادل والتعايش السلمي. إن الحرية الفنية والتعبيرية لا تعني بأي حال من الأحوال السماح بالإساءة للرموز والمعتقدات الدينية، بل يجب أن تُمارس هذه الحرية ضمن إطار من الاحترام والتقدير لمشاعر الآخرين.
إننا ندعو جميع المؤمنين وجميع الأشخاص ذوي النوايا الحسنة إلى رفع أصواتهم ضد هذا الفعل المشين، وإلى العمل معًا من أجل عالم أكثر احترامًا وإنسانية. إن السخرية من المقدسات الدينية ليست فقط هجومًا على المؤمنين، بل هي هجوم على الإنسانية جمعاء، على القيم الأخلاقية، وعلى التعايش السلمي الذي نسعى جميعًا لتحقيقه.
في الختام، يجب أن نتذكر أن الاحترام والتسامح هما الأساس لبناء مجتمعات قوية ومزدهرة. يجب أن نرفض وندين كل أشكال الإساءة والسخرية الت