Description
إذا كانتِ الاختلافاتُ العرقيَّةُ والإثنيَّةُ ظواهرَ وراثيّةً طبيعيّةً لدى الإنسان، كباقي الكائنات، فإنه يمتازُ عنها بمستوياتٍ مركَّبة من التنوُّع، تتخطَّى الصّعيد الطبيعيّ؛ فالإنسانُ، بالتعريف، كائنٌ أنثروبولوجيٌّ، لا حدودَ للتباينات الثقافيَّة التي تميّزه. وفضلًا عن هذا المستوى الأنثروبولوجيّ (الثقافيّ)، أفْصَحتِ الظاهرة الاجتماعيَّة، بعد ارتقائها إلى الحياة المدنيَّة واكتشاف السياسة، عن تمايزاتٍ اجتماعيَّةٍ وتبايناتٍ إيديولوجيّةٍ لا حصر لها. وكلَّما "ارتقى" الاجتماع الإنسانيّ و"تطوَّر"، كلَّما تعزَّز التنوّع فيه وازدادت مسألة الهويَّة تركيبًا.