Episodes
يُرجِع ليمان عمليّة تزوير أسماء الأماكن في التَّوراة بخاصَّة وفي التناخ بعامَّة إلى الماسوريين أو أصحاب الماسورة وهم مجموعة من اللغويين والنُّحاة اليهود الذين دوَّنوا -على الأرجح من القرن الثامن إلى القرن العاشر- طريقة قراءة التناخ كما تناقلوها وفق زعمهم من التراث اليهوديّ القديم، وتعني الماسورة (מסורת =ماسوريت) مجموعة من العلامات والملاحظات المصاحِبة لنصّ التناخ، والغرض منها هو الحفاظ على نص الماسورة (=نص للتناخ مجموع ومضبوط بعد مقارنة نسخ عديدة) ضدَّ أخطاء النَّسخ. كان أهارون بن موشيه،...
Published 11/19/24
Published 11/19/24
يتحدّر المؤرِّخ وعالم اللسانيات برنارد ليمان  Bernard Leemanمن أصول سيبيريّة؛ لكنه نشأ في مدينة سونغيا وهي عاصمة منطقة روفوما في جنوب غرب تنزانيا. كان مناضلًا عسكريًّا وسياسيًّا من عام 1970 إلى 1994 ضدّ نظام الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا، وهو أستاذ التاريخ في معهد تالوا للتدريب اللاهوتي ومحاضر في عدد من الجامعات العالمية، وله العديد من المؤلَّفات في حقل نقد التَّاريخ التَّوراتيّ من أهمها "ملكة سبأ والدراسات التوراتية 2005 م". وتتصف رؤيته التَّاريخيّة بأنَّها نظير حقيقيّ للاكتشافات التي...
Published 11/19/24
لا شكّ عند كلّ دارس للقرآن الكريم بمنظورٍ لسانيّ بحت أنّ (محمّد شحرور) شكّل في تناوله للتنزيل الحكيم من خلال هذا المنظور نقلة نوعية؛ فقد أسّس لما يمكُن اعتباره منهجًا أصيلًا لدراسة القرآن الكريم لسانيًّا، بعيدًا عن إخضاعه لقالب المرويّات والاجتهادات البشريّة التي تصيب وتخطئ؛ فقد ساهمت تلك الآلية التراثية بتقزيم النص القرآني وإغلاق آفاقه، في حين، كان أهمّ ما أسّس له شحرور إعادة الامتداد والمرونة للنصّ، وتحريره من القيود التي فرضها عليه الفهم التراثيّ، وقد تتابع الباحثون اللسانيون في القرآن بعد...
Published 11/19/24
يشهد العرب أنماطاً من "التخلّي" و"التخلّي المتبادل" بين المجتمع والدولة أو ما يُعدُّ "مجتمعاً" و"دولة" لديهم. والواقع أن العرب أخفقوا في التشكل "مجتمعات" و"دولاً" حداثية أو حديثة، بالمعنى الذي تعرفه العلوم الاجتماعية، وتعرفه بلدان كثيرة حول العالم. ولا تزال الدولة لديهم تشكلاً "غريباً" و"مستورَدَاً" و"فاشلاً". وهذا لا يخص المنطقة العربية، بل يكاد يشمل ظاهرة الدولة خارج أوربا، خلا استثناءات قليلة.
Published 11/19/24
ازدهرت في الآونة الأخيرة الدراسات المستقبلية المحوسبة، وأصبحت عاملاً مهماً في الخطط الحكومية ونشاطات المنظمات الدولية. وقد ازدهرت هذه الدراسات على وجه الخصوص في الولايات المتحدة. إن المدة الزمنية التي تخضع عادة للدراسة والتحليل والتشوف المستقبلي لا تزيد عن (25-30) سنة كما يحددها هذا الحقل من الدراسات بشكل واضح.
Published 11/14/24
يُحذِّر أدونيس من ان العرب "دخلوا في طور الانقراض"، بالمعنى الحضاري طبعاً، ولا خوف عليهم من الناحية البيولوجية، إذ ان نسبة تزايد الولادات لديهم قد تكون من النسب الأكبر في العالم. هذا حالهم منذ عدة قرون، وقد تحولوا من "ظاهرة صوتية" إلى "ظاهرة بيولوجية"، وبالطبع "ظاهرة مهاجرة" وأحياناً "ظاهرة قاتلة"، باعتبار حالة العنف والصراع العميقة والممتدة في المجتمعات العربية، و"الصور النمطية" الرائجة عنهم حول العالم.
Published 11/14/24
كما هو حالُ الناس عبر تاريخ البشر، اختلف ورثة "مُحَمَّد بنِ عبد الله" وصحابته على تَرِكَته، وقد كان خلافاً على السلطة والمال، وليس على الشريعة والعقيدة والإيمان، فكلُّهم كانوا مسلمين مؤمنين... ثم أضفى الزمن والتابعون القدسيَّةَ على أقوال وأفعال الوَرَثة الأكثرِ قرباً من الرَّسول: أبي بكر وعمر وعائشة وعلي وفاطمة، ومَنْ يدور في فلكهم، بالرغم من أنهم بشر، وكذا كان الرَّسول حسب تأكيد الآية: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ)الكهف:110.
Published 11/14/24
إنَّ المفهوم الشَّائعَ لِجمالِ يوسفَ عليه السَّلام يكادُ يكونُ حقيقةً مُطْلَقَةً، روَّجَ لها مَنْ لا عِلَم لَهُ بِلسان القُرآنِ الكريم الذي نزلَ بِلسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ، وسنحاوِلُ في هذا المقالِ أنْ نُفَنِّدَ هذا المفهومَ، ونُبيِّنَ بُطْلانَهُ اعتمادًا على ثلاثة أمورٍ:
Published 10/30/24
لا يتعلّقُ الأمرُ بالجبُن ولا بفرنسا، إنما بالعرب وأحوالهم. والعنوان استعارة تحيل إلى واحدٍ من أهم التحديات التي تواجه العرب منذ بدايات القرن العشرين، على أقرب تقدير. ويتعلق الأمر بمسألة السياسة والدولة. وأظهرت الأزمات والصراعات الممتدة في العالم العربي تَرَاجُعاً، بل تآكلاً كبيراً، في فكرة الوطن والهوية والدولة والأمة. ولا مبالغة في ذلك! لكن ما علاقة هذا الكلام بـ"الجبُن الفرنسيّ"؟
Published 10/30/24
يتحدث دوركهايم عن أن المجتمعات "تمرض كما يمرض الأفراد". ثمة "ظواهر مرضية" تصيب المجتمعات في بناها وتكويناتها، وأنماط القيم والتفاعلات فيها، وفي اقتصادها وثقافتها، وبالطبع سياساتها وأمنها، ومن ذلك مثلاً: الإخفاق في خلق "روح مجتمع" و"حس مشترك" تجاه "الأنا" و"الآخر"، والإخفاق في فهم مقتضيات بناء وبقاء مجتمع ودولة، والإخفاق في تدبير مصادر الفرصة - التهديد بالنسبة لها، في الداخل والخارج.
Published 10/30/24
لا يمكن فهم السياسة بمعزل عن الاقتصاد، غير أنَّ المالَ في الإسلام هو مالُ الله، والخليفة هو من ينفّذ مشيئة الله ويقدّر كيفية جمعه وصرفه. وهذا أكثرُ ما أساء لروحيَّة الإسلام، إذ صار الرَّبُّ مالكًا افتراضيًّا لما يجمعه جُباة الضرائب من الأموال والأراضي والدَّواب والبشر؛ يوزعها الخليفةُ والوالي بمعرفتهما، دون الاستناد إلى إدارة وقوانين مالية تنظم اقتصاد الدولة. فمال الله يُوزّع على الأمراء والجند والصحابة والشعراء والمتسولين (الذين ما زالوا يستخدمون إلى اليوم جملة: "من مال الله")، بينما بقية...
Published 10/30/24
إنَّ حادثة (الإسراء والمعراج) من المعتقدات البديهَّية التي تلقَّاها الخلَفُ عن السَّلَف، حتى أصبحتْ جزءًا لا يتجزَّأ من أصول الدِّين، ولا يجوز المسَاس بها، أو الاقتراب من حماها؛ بل إنَّ مجرَّد العودة إليها، والبحث في مكنوناتها تجعل من الباحثِ عرضةً للاتِّهام، وسببًا في التَّكفير، على اعتبار أنَّ مثل هذه الحوادث والقصص قد أصبحت من مستلزمات الدِّين، ومن يتحدَّث عنها، ويبحث فيها، فكأنَّما يهدم الدِّين.
Published 10/30/24
جدير بنا أنْ نتذكّر أنّ قصص المرسلين خير ما يمكن أن نفهم من خلالها عبادة الله وحده بصوَرها التطبيقية العملية، فالقرآن الكريم يكرر في عدّة سور قرآنية قصص المرسلين، ويذكّر في كلّ مرّة أنّ كلّ رسول كان يفتتح دعوته لقومه قائلا: "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"، وقد استعرضنا في مقالين سابقين تطبيقات العبادة من خلال قصص كلٍّ من نوح وهود وصالح مع أقوامهم.
Published 10/30/24
لم يدر في خلد كارل ماركس عندما وجه سهام نقده للتكنولوجيا أنها ستتحول إلى أداة شريرة للهيمنة على البشر. ما كان يخشاه ماركس تحديدًا هو أن تحل الآلة محل العامل مع كل تقدم تحققه التكنولوجيا، وتؤدي بالتالي إلى تفاقم البطالة بين طبقة العمال. مع دخولنا القرن العشرين، أصبحت التكنولوجيا معضلة فلسفية وأخلاقية تستوجب مقاربات فلسفية جديدة. لقد كانت وعود الحداثة والأنوار تبشر بتوظيف العلم والتكنولوجيا من أجل منح الإنسان مزيدًا من السيطرة على الطبيعة، ولكن ما حصل في الحقيقة أن هذه التكنولوجيا تحولت إلى...
Published 10/26/24
معظم المفكرين والمؤرخين وحتى اللاهوتيين التوراتيين يرون أن العهد القديم متعدد المصادر، وكُتِب على مدى زمني واسع، ولعل أهم النظريات التي عالجت مصادر العهد القديم تلك التي رأت أنها تشكلت في أربعة مصادر:
Published 10/26/24
(الإرث) من المسائل المفصلية في التشريع الإسلامي، ولأهميتها فقد وردت كلمة (الإرث) في القرآن الكريم 23 مرة، أكثرها في سورة (النساء). وفصل القرآن كافة أحكام الإرث وتفاصيله ومستحقيه وأسلوب توزيعه. ولكن بالرغم من أن أحكام الإرث في كتاب الله تشمل حدود الله التي لا يجب التعدي عليها، فقد عمد (الفقهاء)، وانصياعًا لرغبة الحكام، إلى اقتباس نظام (الإرث بالتعصيب)، وهو نظام يعود في جذوره إلى تعاليم التلمود التي أدخلها أحبار اليهود في التشريع الإسلامي. وسنحاول في هذا المقال تحري الجذور التلمودية لنظام...
Published 10/26/24
في كل يوم جمعة، يهرع الملايين من المسلمين إلى أداء طقس يسمونه "صلاة الجمعة" دون أن يمنح أحدهم نفسه الفرصة للتفكير أو السؤال: هل ما يفعلونه هو ما أمرهم الله أن يفعلوه؟ إن الله في القرآن يربط الثواب بالغاية من العمل وليس بالعمل ذاته. لذلك، يجب على من يقوم بأداء هذا الطقس المسمى "صلاة الجمعة" أن يفهم الغرض منه، ومن الذي فرضه، وكيف أصبح من "المعلوم من الدين بالضرورة".
Published 10/03/24
ليست هناك أي إشارة تاريخية إلى صراع ديني جرى بصيغة الارتداد أو التطور أو التغيير في إطار الدين ذاته في كل حواضر ومدن العالم في القرن الأول السابق لبدء التقويم الميلادي. ولا تذكر المصادر أي شكل لحرب دينية اندلعت في تلك الفترة، إنما كان النزاع قائمًا بين الفرس والسلوقيين ومن ثم الروم بعد تمكن القائد الروماني بومبي من احتلال سوريا الكبرى وإسقاط الدولة السلوقية عام 63 ق.م. والمصدر الوحيد الذي تحدث عن ثورة ضد السلوقيين تردت إلى حرب أهلية طويلة الأمد هو تاريخ يوسفوس، وكتاب آخر مناظر له عُرف أولًا...
Published 10/03/24
فكرة أن الله "خلق الإنسان على صورته" هي فكرة رئيسة في السرديات الدينية. "فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ" (سفر التكوين، 1-27). وفي الحديث النبوي: "خلق الله آدم على صورته"، عاقلاً مفكراً، واستخلفه في الأرض. "إني جاعل في الأرض خليفة" (البقرة، 30). وتجد في اليهودية والبوذية وأديان أخرى، وفي بعض الأساطير القديمة أفكاراً مشابهة.
Published 10/03/24
يبدو للبعض أن الربط بين الدين والنقد يشير إلى نوع من التصادم مع العقيدة، أو محاولة لهدم المقدسات. ومن سياق هذا الترابط يغدو واضحاً الموقف السلبي من مشاريع تناولت نقدياً المسألة الدينية، مثل: نقد الفكر الديني لصادق جلال العظم، ونقد العقل الديني لمحمد أركون، ونقد الخطاب الديني لنصر حامد أبو زيد، وغيرها من المشاريع التي جعلت الدال النقدي في جوارٍ تركيبيٍّ مع الدين.
Published 10/03/24
إذا كان كتاب (الاستشراق) لـ (إدوارد سعيد) (1978) مرجعاً رئيساً لفهم علاقات السلطة والمعرفة بين الشرق والغرب، فهل يبقى الكتاب عينه بعد قرابة أربعة عقود الإطار التصوري المهيمن لاستيعاب هذه العلاقة المركبة؟ أم أن المتغيرات الجيوسياسية في القرن الواحد والعشرين تتطلب منّا أن نلتفت إلى رؤى جديدة كما يقدّمها فاضل الربيعي في كتابه (ما بعد الاستشراق: الغزو الأمريكي للعراق وعودة الكولونياليات البيضاء) الصادر بعد قرابة ثلاثة عقود؟
Published 09/27/24
إذا كانتِ الاختلافاتُ العرقيَّةُ والإثنيَّةُ ظواهرَ وراثيّةً طبيعيّةً لدى الإنسان، كباقي الكائنات، فإنه يمتازُ عنها بمستوياتٍ مركَّبة من التنوُّع، تتخطَّى الصّعيد الطبيعيّ؛ فالإنسانُ، بالتعريف، كائنٌ أنثروبولوجيٌّ، لا حدودَ للتباينات الثقافيَّة التي تميّزه. وفضلًا عن هذا المستوى الأنثروبولوجيّ (الثقافيّ)، أفْصَحتِ الظاهرة الاجتماعيَّة، بعد ارتقائها إلى الحياة المدنيَّة واكتشاف السياسة، عن تمايزاتٍ اجتماعيَّةٍ وتبايناتٍ إيديولوجيّةٍ لا حصر لها. وكلَّما "ارتقى" الاجتماع الإنسانيّ و"تطوَّر"،...
Published 09/27/24
بيّنا في المقال السابق -باستخدام قواعد نحو النصّ وتحليل الخطاب وفق منهجية اللسان العربي المبين- السلوكات التي كانت شائعة عند قوم نوح، وتوصّلنا إلى أنّ هذه السلوكات هي مظاهر عبادة غير الله التي دعا نوح قومه لاجتنابها.
Published 09/17/24
يركِّزُ كُتَّابُ السِّيرة والمؤرِّخون على مقاطع محدَّدة من سيرة البطل لخدمة فكرتهم، فأعداء الإسلام يركِّزون على السَّلبيات في سيرة محمد (ص) ويبالغون فيها لدرجة التَّلفيق والتَّزوير، وكذا يفعل المتعصِّبون للإسلام؛ فيركزون على الإيجابيات ويضخمونها ويؤسطرونها! فالشَّخصنة والتَّعصُّب هي الغالبة على سرديَّات الفريقين أكثر من القراءة الموضوعية! وقد ساهمت روايات الطرفين خلال القرون اللاحقة في تكوين صور لا نهائية لشخصية "مُحَمَّد بن عبد الله" حتى تاه فيها المؤمن والكافر!
Published 09/17/24