Description
ورد مرةً واحدةً، في قوله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد: 3). معنى “الأول” في حق الله تبارك وتعالى: قال الفرَّاء: قوله عز وجل (هُوَ الْأَوَّلُ): يريد قَبْل كلّ شيء، (والآخرُ): بعد كلّ شيء. وقال ابن جرير: هو (الأول) قبل شيء بغير حدٍّ، و (الآخر) بعد كل شيء بغير نهاية، وإنما قيل ذلك كذلك، لأنه كان ولا شيء موجوداً سواه، وهو كائنٌ بعد فناء الأشياء كلِّها، كما قال جلَّ ثناؤه (كلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ). وقال الزجَّاج: (الأول) هو موضوع التَّقدُّم والسَّبْق. ومعنى وصفناه الله تعالى بأنه” أول”: هو متقدم للحوادث بأوقاتٍ لا نهاية لها، فالأشياءُ كلُّها وُجدت بعده، وقد سبقها كلَّها، وكان رسول الله ﷺ يقول في دعائه:” أنتَ الأولُ فليس قبلك شيءٌ، وأنتَ الآخر فليس بعدك شيء”. وقال الخطَّابي: (الأول) هو السابق للأشياء كلِّها، الكائن الذي لم يزل قبل وجود الخلق، فاستحقَّ الأولية إذْ كان موجوداً؛ ولا شيء قبله ولا معه. ثم ذكر الحديث. وقال البيهقي: (الأول) هو الذي لا ابتداء لوجوده.
---
Send in a voice message: https://podcasters.spotify.com/pod/show/-ayesha-widad/message