“سيدي إنك تُمارس الوصول إلى ربع الإنسان؛ أما ثلاث أرباعه الآخر فلا. (قياس اعتباطي)
إنك تعانق الخيال والحقائق في معظم الوقت، العقل، انك تتصل بهذا الجزء من المخلوق الذي يستمع إليك، أما الأحاسيس والمشاعر، فلم تمسها إلا مرة واحدة في حلقة واحدة كنت فيها غاضبا جدا من وصولك لهذه المنطقة، مضطربا، تقطع عهدا بألا تصافح الكتّاب المرموقين لأنهم يوقظون هذه المساحة الموجعة من الجسد، تكسرت أحاسيسنا من تكسرك حتى أدمعت أعيننا .. انك قادر على الوصول إلى هذا الجزء من الانسان وتفكيكه، هذا الجزء الذي يعد الموقد خلف كل رأي عنيد ومشتعل، تصب فيه مزيد وقود يشتعل اكثر، تخمده فيتبدد بكل ما حمله من رأي وهوية..
الحزن، الفرح، الخوف، الحب، الجزع .. أو كومة الطفولة (المشاعر) .. هم جبل الجليد السفلي الضخم غير الظاهر، الذي يثبت الرأي أو السلوك بمكانه فلا يتغير، وقد لا يجدون سبيلا بين المقاييس والدرجات والمساحات والأحجام والعلمية التي في لغتك .. لكن تجدها في الموسيقى المبدعة التي تختارها، في القصة والحيرة الحزينة أو الرومانسية أو المخيفة والمسرعة لدقات القلب، المثيرة للأسئلة الروحانية والحاجة للخلاص والأمان، في القصيدة، في اللباس الشاعري للغة ..
نسيت .. ربما كنت تتعمد أن تبقي هذا الجزء من الإنسان خامدا .. جبلا طافيا تحلق حوله أو تجره من قمته .. أو ربما ابتكرت وصفة 'تأثير' جديدة ..لم استوعبها بعد .. أو ربما كانت لديك رغبة جادة في العبث .. وأنت تعلم أن المشاعر لا تقبل العبث كما العقل .. كم أنا عجولة في محاولاتي لتفسير الظواهر والاتصال بالأشياء .. بالكتابة والمشاركة .. والاتصال بمن يثيرون إعجابي .. بالتوفيق
كاتبة مزعجة”Read full review »
Hanan112 via Apple Podcasts ·
Australia ·
01/21/18