حفر النزوح والتهجير في وجه الشاعر نادر شاليش حزوزاً كأنها رسوم دار باعدت بينه وبينها حرب وقصف واعتقال، فسكنت كلّ أشعاره في ترحاله الطويل بين مخيمات النزوح وبلدان اللجوء.

لم تنقص أبا فراس الحمداني الشجاعة ليكون قائداً مقداماً، ولا البلاغة ليكون شاعراً دفاقاً، ولا الأنفة ليكون شامخاً صلباً في أحلك الظروف، وتبدّت هذه الصفات بشكل جليّ في سنوات اعتقاله في قسطنطينية ليكتب واحدة من أشهر وأجمل قصائده الرومية..

على النقيض من الشائع فقد غابت عن شعر المتنبي قصائد الغزل والحب غير أنه قال: وعذلت أهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لا يعشق ؟فهل عاش قصص حبّ لم يفصح عنها بل ألمح لها بشكل عابر؟، أم أنه استخدم الشعر في سعيه إلى المجد.

كتب محمد مهدي الجواهري قصيدة رثاء في أخيه جعفر قبل ٧٤ عاماً، الذي تقحّم الموت غير آبه بالأسئلة والنهايات عرف طريقة الواضح فمشى فيه شجاعاً وظلّت جراحه بعد رحيله تسائل عن الثأر وتستفهم.

كان مالك بن الريب يهرب من ضيق حياته وسوء حال القبيلة إلى سعة الصحراء بين أشجار الغضا، حتى قرر تغيير الواقع بسيفه فوقف في وجه الدولة الأموية، وصار ملاحقاً من جيش معاوية بن أبي سفيان.. لكنّ حاله هذا لم يدم فانقلبت حياته رأساً على عقب بعد لقائه سعيداً بن عثمان.

أغالبك القلب اللجوج صبابة وشوقاً إلى أسماء أم أنت غالبه قال المرقِّش الأكبر هذا البيت ضمن قصيدة فتحت باب الحزن على فقد ابنة عمه وحبيبته.. شدّ رحال سفرٍ كان الأخير في حياته سعياً للقاء حبّ عاش ومات لأجله.. استمعوا إلى الحلقة لتعرفوا قصته.

عرفناها شارة مسلسل التغريبة الفلسطينية، وارتبطت كلماتها بصورة الفدائي الذي وضع روحه فوق راحته ولم يسأل عن سلامته.