١٠. رحلة إلى السماء السّابعة
Description
زرت المدينة..
زرت طيبة، مدينة أشرفِ خلقِ الله..
مشيت بينَ بيوتِ الصحابة و بيتِ النبي و كأنْ لا حجاب بيننا، و كأنّي أرى ما بداخِلها... كنتُ أجري بينَ هذا و ذاك علِّي أتأملها كلّها و ألتمس شيئاً ممّا فيها و أهلِها الكِرام.. كان يعمّ الأجواء الهدوء و السَكينة و كأن الكلّ منشغلٌ بأمر ما. كان بيت الصدّيقِ أول ما مررت به، رأيته جالساً متعبدًّا يسبّح لله، لأجري مسرعةً بعدما لمحت النبيّ بحضرة سيدتنا عائِشة... إقتربتُ علِّي أروي شيئاً من سمعي بأحاديثهم و ضحكاتهم الطيّبة، لم أستطع إخفاء توتري و حماسي لرؤية نورِ و بهاء وجهه، إرتجفت يداي فوقع كتابي..
لمحني فدعانِي للدخول:
" تفضّلي بنيتي تعالِي"،
" سلامٌ عليكم يا رسول الله.."
أتقدّم و رِجلايَ بالكاد تحملني.. و جلبابي يتداعى يميناً و شمالاً، تنهّدتُ لعظمة الشعورِ بقلبي و جلست. إستهل حديثه الكريمَ بإبتسامة رضا، برسالة أمل، و حكاية ستروي قلبينا أنا و عائشة و لو سمعناها ألف مرّة، رحلة الإسراء و المِعراج.. سَألته عائشة رضي الله عنها: هل رأيت الله يا حبيب الله؟ ليُجيبنا: "رأيته بفؤادي و لم أرهُ بعيني." حنان ~ ٢٧ من رجب بين ١٤٤٣ و العام السابع للهجرة.