كنا أطفالاً نقضي الغسق، نركض علَّنا نرى صوصور الليل الذي كان صوته رنانا مثل عود عليّ صاحب فيروز.. لكنني لم أرَ الصرصور، ولا عليّاً صاحب فيروز ولا عودَه؛ كنت أفشل في التقاط المصدر: أمامي؟ ورائي؟ كلَّ مرة أسمعه باتجاه مختلف. الآن رأيت واحداً على غوغل ما سهّل هذه المهمة!في الكتاب اللطيف: الفيزياء المسليّة عرفت المشكلة وحلها. يقول ياكوف بيرلمان، صاحب الكتاب، إن أذني الإنسان تميّزان بوضوح الأصوات الصادرة عن اليمين أو الشمال، وبسهولة، لكن المشكلة ليست هنا، المشكلة حين يكون مصدر الصوت متماثلاً عمودياً مع رأسك كأنه يشطر رأسك نصفين: تخيّل أن مصدر الصوت، أي صوت، يقع على امتداد منتصف أنفك؛ إذن لن تميّز أذناك؛ ستظنان أن الصوت من اليمين، بل من الشمال، أو من جهةٍ ثالثة حتى.كنا نتخيّل أن هذه الحشرة تقفز متخفيّةً من مكان إلى آخر. شكراً سيّد "بيرلمان".على ذكر الصوت، لا نسمع صوت طيران الصرصور مثلما نسمع البعوض أو النحل، لأن تردد أجنحته ليس عالياً بما يكفي لإصدار الصوت.تصدر صراصير الليل أصواتها التي لا تروق لكثيرين حينما تشعر بالتهديد، وللتواصل مع بعضها، في كثير من الحالات لا سيما في أوقات التزاوج.