“أوزارهم شيئاً), وهذا مثل حديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً), وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله, فالمعنى سن في الإسلام يعني أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس, فيدعوا إليها ويظهرها ويبرزها فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها, وليس معناه الابتداع ليس معناه أن يبتدع في الإسلام بدعة حسنة لا، كل بدعة ضلالة يقول - صلى الله عليه وسلم -: (كل بدعة ضلالة), لكن المقصود إحياء السنن وإظهارها, مثلاً يكون في بلاد ما عندهم تعليم للقرآن, ما عندهم تعليم للسنة فيحيي هذه السنة يجلس للناس يعلمهم القرآن يعلمهم السنة, أو يأتي لهم بالمعلمين, أو في بلاد يحلقون لحاهم أو يقصونها فصار هو يحيي هذه السنة وهذا المشروع يعني يعفي لحيته ويربيها ويوفرها فتابعه الناس في ذلك واقتدوا به عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين), فلما رأوه قد وفر لحيته تابعوه فأحيا بينهم السنة وهي سنة واجبة هي من الواجبات فيكون له مثل أجورهم, أو في بلاد يجهلون صلاة الجمعة ولا يصلون الجمعة فيعلمهم ويصلي بهم الجمعة, أو ينصب بينهم من يصلي بهم الجمعة, أو في بلاد يجهلون الوتر فيعلمهم إياه في الليل صلاة الوتر أو ما أشبه ذلك من العبادات والأحكام المعلومة من الدين, فيطرأ على بعض البلاد أو بعض القبائل جهلها, فالذي يحيها بينهم وينشرها ويبينها يقال له سن في الإسلام سنة حسنة يعني أظهر في الإسلام وبين في الإسلام سنة حسنة.”
ابوراشد العجمي via Apple Podcasts ·
Kuwait ·
11/08/11