12 " لا ينظر الله إليهم " ( كتمان الحق ) | الشيخ علي قاسم | رمضان قرب يلا نقرب - الموسم السادس - مشاهد الآخرة
Listen now
Description
{إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (174) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار (175) ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد (176)} [البقرة : 174-176] ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون. أيها الاكارم الافاضل نحن نوقن أن الحق هو الأمر الثابت الذي لا يصوغ انكاره. ولا يحل لنا أن نماري فيه أو أن نجادل عنه. والحق هو المطابق للواقع. الموافق للطبيعة وللفطرة. وهناك تباين وقاسم مشترك. بين لفظة الحق. وغيرها من الفضائل كالعدل والاستقامة والثبات. إلى غير ذلك مما قاله أهل العلم رحمهم الله تعالى. ولما كان الحق مستقرا في الفطر. ولما كان الحق ينشده الناس جميعا. ولما كان الحق مطلبا للإنسان أينما وجد وأينما كان. فإن الحق واحد لا يتعدد عند أهل الايمان. الحق بالنسبة لنا لا يتبدل ولا يتغير. الحق بالنسبة لنا هو الحقيقة المطلقة . هو الله رب العالمين. سبحانه وبحمده سمى نفسه بالحق. ونعت نفسه سبحانه وبحمده ونعت كلامه بكلام الحق وكذلك وصف القرآن العظيم نبينا صلى الله عليه وسلم بنبي الحق. ولهذا فإن الله حق. وإن الوحي الشريف كتابا وسنة حق. وإن اليوم الآخر حق وإن الله يبعث من في القبور كل هذا هو الحق الذي ننشده. والذي نرجو الله أن يوفقنا له. وأن يعيننا عليه. هذا هو الحق أيها الاكارم الافاضل. الذي نرجو أن نوفق له في هذه الحياة الدنيا ولكن ولشديد الأسف فإن كثيرا من أهل الأباطيل تنكبوا عن طريق الحق. واتبعوا أهل الكتابين من قبلنا. فعلموا كثيرا من الحق. إلا أنهم بدلوا وغيروا. ثم ارتكبوا جريمة أخرى ألا وهي جريمة طمس الحق. ولهذا وجدنا أن دعاة الباطل ودعاة الضلالة يتحركون في مسارات متوازية. المسار الأول هو مسار لبس الحق بالباطل. وخلط الصدق بالكذب. المسار الثاني هو طمس الحق وإخفاء هويته. والمسار الثالث هو ازدواجية الأمر. فتارة يلبسون الحق بالباطل وتارة يجتهد هؤلاء في طمس الحق واخفائه. إذا نظرنا إلى كتاب الله لا سيما في سورة البقرة وجدنا هذا الأمر باديا للعيان. الآية٤٢ من سورة البقرة. ينهى ربنا عن هذا المنكر العظيم. ينهى ويبين خطورة هذا الأمر. ويبين عقوبته أيضا. وهذا نوع من أنواع الترقي البلاغي. أن القرآن العظيم يبدأ ببيان خطورة الأمر. ثم يترقى أسلوب القرآن حتى يبين للناس خطورة مآل هذا الأمر ثم العقوبات المترتبة عليه. الله في البقرة في الاية ٤٢ يقول {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} [البقرة : 42] جمع هؤلاء بين الكارثتين أما الأولى فهي لبس