اسم الله البر2
Listen now
Description
إن أسماء الحسنى وصفاته العلى تبعث الأمن والطمأنينة في قلب العبد المؤمن, ومن هذه الأسماء الحسنى التي سمى الله به نفسه اسم "البَر", وقد ورد مرة واحدة في سورة الطور مقترنا باسمه "الرحيم" في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور: 28]. والبِرّ بكسر الباء يُطلق على فعل الخير والإحسان والطاعة, والبَرُّ بالفتح هو المُحسن المكثر من فعل الخير، يقال: "فلان ٌ بارٌ بوالديه" إذا كان محسناً لهما, ومن هذا الباب جاء وصف الزهاد والعباد بالأبرار في قوله تعالى: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ) [آل عمران:198], والبَرُّ أبلغ من البار, ولذلك يقال: "الله بر"، ولم يقل: "الله بار", وقد جاء وصفاً في بر الأنبياء بوالديهم, قال الله عن يحيى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم:14], وقال عن عيسى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [مريم:32].   أيها المسلمون: وبِرّ الله بخلقه يعني تتابع إحسانه إليهم وإصلاح جميع أحوالهم، فالبَرّ سبحانه هو الذي لا ينقطع إحسانه عن خلقه، شمل الكائنات كلَّها ببره وإحسانه وكرمه، فهو مولى الجميل، ودائم الإحسان، وواسع المواهب، قال الإمام الخطابي: "البَر هو العطوف على عباده, المحسن إليهم, عمّ ببره جميع خلقه, فلم يبخل عليهم برزقه, وهو البرُّ بأوليائه, إذ خصهم بولايته, واصطفاهم لعبادته, وهو البَرُّ بالمحسن في مضاعفة الثواب له, والبر بالمسيء في الصفح, والتجاوز عنه". وقال الحليمي: "معناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر, ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم, ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها, ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهمّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهمّ بالسيئة".   عباد الله: وتتابع إحسانه وإنعامه سبحانه هو أثر من آثار رحمته الواسعة التي غمرت الوجود، وتقلب فيها كلُّ موجود، ولذا فاقتران "البر" بـ "الرحيم" لعله من اقتران المسبَّب بالسبب, وتقديم "البَرِّ" على "الرحيم" أبلغ في المدح, والثناء بالترقي من الأخص إلى الأعم، ومن المسبَّب إلى السبب. قال ابن القيم: والبَرُّ في أوصافه سبحانه *** هو كثرة الخيرات والإحسان صدرت عن البر الذي هو وصفه *** فالبر حينئذ له نوعان وصف وفعل فهو برُّ محسن *** مولى الجميل ودائم الإحسان عباد الله: إذا تأملنا هذا الاسم الإلهي العظيم ودلالاته، تبيّن لنا أن برّه سبحانه بخلقه على نوعين: النوع الأول: البرّ العام: وهو الإحسان الإلهي العام الذي وسع الخلائق كلّها في البرّ والبحر، والسماوات والأرض، وما من مخل
More Episodes
رابط صفحتنا على انستغرام @callmipluto https://instagram.com/callmipluto?igshid=MTIyMzRjYmRlZg==
Published 05/05/23
السلام عليكم ورحمة الله نبلغكم يا احبة اننا قمنا بنشر بودكاست جديد للسيرة النبوية اتمنى متابعتنا و دعمنا رابط البودكاست على spotify https://open.spotify.com/show/2KNBEpmMRbdZbDlDxP4vjj رابط البودكاست على google...
Published 12/31/22