نوبل الكيمياء 1937.. الفيتامينات وأشياء أخرى
Description
في القرنِ الثامنَ عشَر، أجرى الجراحُ الإسكتلندي "جيمس ليند" واحدةً منْ أقدمِ التجاربِ السريريةِ المعروفةِ على البحارةِ الذينَ يعانونَ منَ الاسقربوط، وهوَ مرضٌ يتسمُ بالضعفِ وفقرِ الدمِ ونزيفِ اللثة.
اكتشفَ "ليند" أنَّ تزويدَ البحارةِ بحمضياتٍ في نظامِهم الغذائيِّ يُساعدُ على الشفاءِ منَ المرض، مما دفعَه إلى استنتاجِ أنَّ الاسقربوطَ كانَ سببُه نقصًا في تناوُلِ عنصرٍ مُعينٍ لمْ يستطعِ التوصلَ إليه.
في أوائلِ القرنِ العشرين، بدأَ العديدُ منَ العلماءِ في التحقيقِ في مفهومِ "عواملِ الغذاءِ الإضافية" أوِ الموادِّ الموجودةِ في الطعامِ والتي كانتْ ضروريةً للصحةِ ولكنَّها لمْ تكنْ بروتيناتٍ أوْ كربوهيدراتٍ أوْ دهونًا. في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنَي عشَر، اقترحَ عالِمُ الكيمياءِ الحيويةِ البولنديُّ "كاسيمير فونك Kazimierz Funk " مصطلح "فيتامين" لهذهِ المواد، مشتقًّا منَ الكلمةِ اللاتينيةِ "فيتا"، والتي تعني الحياة.
على مدى العقودِ القليلةِ التالية، استطاعَ العلماءُ تحديدَ وعزلِ العديدِ منَ الفيتامينات، بما في ذلكَ فيتامين أ وفيتامين ب 1 (الثيامين) وفيتامين ج.
ومنْ أشهرِ الاكتشافاتِ في عالمِ الفيتاميناتِ ما فعلَه عالِمُ الكيمياءِ الحيويةِ البريطانيُّ "فريدريك هوبكنز" الذي أظهَرَ في أوائلِ القرنِ العشرينِ أنَّ الفئرانَ احتاجتْ إلى كميةٍ صغيرةٍ منَ الحليبِ في نظامِها الغذائيِّ للحفاظِ على صحتِها، حتى لوْ لمْ يوفرِ الحليبُ أيَّ بروتيناتٍ أوْ كربوهيدراتٍ أوْ دهون. اكتشفَ هوبكنز لاحقًا أنَّ المكونَ المفقودَ كانَ مادةً قابلةً للذوبانِ في الماءِ أطلقَ عليها "عاملَ الغذاءِ الإضافيَّ" والذي نعرفُه الآنَ باسمِ فيتامين ب 1؛ حصلَ "هوبكنز" على جائزةِ نوبل في الطبِّ لعامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وتسعةٍ وعشرينَ مناصفةً معَ كريستيان أيكمان لاكتشافِه الفيتامينات.
وفي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وثلاثين؛ تمَّ تقسيمُ جائزةِ نوبل في الكيمياءِ بالتساوي بينَ "والتر نورمان هاورث" عنْ تحقيقاتِه حولَ الكربوهيدراتِ وفيتامين سي، و"بول كارير" عنْ تحقيقاتِه حولَ الكاروتينات والفلافينات والفيتامينات أ وب 2.
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.